الصحة النفسية للأم.. والاستقرار الأسري
:الحياة الأسرية
يقال دائما إن الأم هي عماد كل أسرة ، والأسر السليمة المعافاة هي تلك التي تمتاز الأمهات فيها بصحة نفسية وجسدية سليمة ، ويقال في الموروث الشعبي الأردني " الأم ..بتلم" بمعنى أن وجود الأم بصحة نفسية سليمة خالية من التوترات والقلق والمشاكل يعود على الأسرة كلها بالاستقرار والاطمئنان .
والعناية بالأم من النواحي الصحية والاجتماعية والنفسية ليست مسؤولية الأم وحدها بل مسؤولية الرجل والمجتمع بأكمله . ومظاهر السعادة والاستقرار تتبدى من خلال الصحة النفسية للام واثر ذلك على بقية جوانب حياتها وحياة أسرتها.
ولنا هنا أن نستحضر نظرة الإسلام الشاملة للأسرة ضمن إطار الحقوق الواجبات التي تحفظ التوازن وتكفل أداء كل لدوره .
ثقافة مجتمعية خاطئة !
الإسلام يعد مؤسسة الزواج أهم مؤسسة ينشئها لكن ثمة أسباب ثقافية واجتماعية تعرض ثالث الاستقرار في الأسرة (السكينة والديمومة والتواصل) للخطر ومن هذه الأسباب:
- عدم فهم الزوج لنفسية زوجته وطبيعتها ودورها وحاجاتها
- تعدد الأعباء الملقاة على عاتق المرأة.
- كثرة الناقدين لدور وأداء الأم في المجتمع والأسرة.
- غلبة النقد على التقدير والاحترام.
- قضاء الزوج جل وقته خارج البيت.
- الحمل المتكرر والمتقارب الذي لا يتيح الفرصة لاستقرار نفسي وصحي.
- الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة.
لماذا الصحة النفسية للأم ؟!
المثير أن التوجه المعاصر للطب النفسي يرد الكثير من المشاكل الأسرية لدى الأبناء إلى الأم وصحتها النفسية والتي تعني في ابسط تعريف لها الخلو من أجواء التوتر والقدرة على التكيف والتوافق مع الحياة وضغوطها ومشكلاتها.
والصحة النفسية أيضا هي أن يفهم الفرد نفسه والمحيطين به ويتقبل ذاته ويشعر بالرضا تجاهها.
والكثير من المشكلات العائلية تعود إلى أحد الزوجين يتوقع من الأخر القيام بأشياء تفوق قدراته أو طبيتعه أو تكون غير واقعية ولذلك فان الذي يسود هنا هو مشاعر الوتر والإحباط وعدم الشعور بالرضا.
كما أن الأجواء الأسرية محكومة بقواعد وضوابط معينة وأنماط واضحة كالأسرة المتسلطة أو الأسرة المتسيبة أو الأسرة التي تتوزع فيها الأدوار وهكذا.
أم بنفسية سليمة = أسرة سليمة !
من البديهي القول إن صحة الأم النفسية والجسدية عامل أساسي في استقرار الأسرة لكن ما هي الصحة النفسية التي تحقق الأم من خلالها الاستقرار الأسري.
الجواب ببساطة هو اتصال الأم بالواقع وشعورها بالأمان وتحليها بالدافعية والايجابية.
ويتأثر الطفل بصحة أمه النفسية حتى وهو بين أحشائها كما أن الزوج يتأثر كذلك لاعتماده الكلي على زوجته فهي مصدر استقراره العاطفي والغريزي والانفعالي وهي مستودع أسرار ومستقره.
ويسرد علماء النفس بعض الأمثلة على الأمهات غير المستقرات نفسيا ومن ذلك
الأم الخائفة وهي التي تخاف من أشياء ومواقف معينة.
وهنالك الأم القلقة وهي التي تقلق على طفلها وأسرتها قلقا مرضياً وليس وظيفياً
أما الأم الكئيبة فهي تلك التي أسدلت الحياة أمامها ستارها الأسود وضاقت عليها الأرض بما رحبت فامتلأت بالهموم وهي أم تشيع في الأسرة جوا من القلق النفسي الدائم.
في حين أن الأم الذهانية وهي أم انفصلت عن الواقع وعاشت مع أوهامها تثير جوا من الأفكار والانفعالات غير الحقيقية فتضر الآخرين واقرب المقربين إليها.
ومن أنواع الأمهات المضطربات نفسيا أيضا الأم الانفعالية وهي أم تخاطب أبنائها وتربيهم من خلال الضرب والشتائم وهي أم غاضبة دائما وعنيفة.
أما الأم المدمنة فهي من أدمنت الكحول أو المخدرات أو الدخان فأحالت حياة أسرتها إلى جحيم دائم. وأخيرا الأم الموسوسة وهي أم مثالية جدا إلى حد مبالغ فيه لا ترضى بالنقص وتريد أطفالها وفق هذه المقاييس في كل شيء فتحيل حياته م أيضا إلى قلق وتوتر وارتباك.